هدفت الدراسة الحالية إلى تحليل العلاقات بين الذكاء الوجداني، والألكسيثيميا، والجمود الفكري، وجودة الحياة لدى طلاب الجامعة، والكشف عن الفروق في هذه المتغيرات حسب النوع، وطبيعة الدراسة، والسنة الدراسية، والبيئة الجغرافية. اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي الارتباطي، وتم تطبيق الدراسة على عينة أساسية قوامها 1200 طالب وطالبة، تم اختيارهم عشوائيًا من طلاب جامعة الجلالة، إضافة إلى عينة استطلاعية مكونة من 363 طالبًا وطالبة لاختبار الخصائص السيكومترية للأدوات المستخدمة. استخدمت الدراسة أربعة مقاييس رئيسية؛ مقياس الذكاء الوجداني، ومقياس تورنتو للألكسيثيميا (TAS-20)، ومقياس الجمود الفكري، ومقياس جودة الحياة التابع لمنظمة الصحة العالمية (WHOQOL-100) وأظهرت النتائج أن نموذج تحليل المسار الأول الذي وضعته الباحثة يُعد الأفضل من حيث مؤشرات حسن المطابقة. كما كشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث؛ حيث ارتفع الجمود الفكري لدى الذكور، بينما ارتفعت الألكسيثيميا لدى الإناث، وظهرت فروق لصالح الكليات النظرية في الذكاء الوجداني وجودة الحياة، ولفئة الطلاب في السنوات النهائية وسكان المدن. في المقابل تبين أن طلاب الكليات العملية وطلاب السنوات الأولى وسكان المحافظات أظهروا معدلات أعلى من الألكسيثيميا والجمود الفكري. وتوصي الدراسة بأهمية دمج برامج تنمية الذكاء الوجداني في البيئة الجامعية، وتفعيل مراكز الدعم النفسي، وقياس جودة الحياة بشكل دوري، مع اقتراح تنفيذ بحوث مستقبلية تجريبية وطولية لتتبع تأثير برامج الذكاء الوجداني على خفض الألكسيثيميا والجمود الفكري وتحسين جودة الحياة لدى فئة الشباب.